يعد كأس السعودية للخيل أغلى سباق عالمي للخيل بمشاركة جميع الدول، وقد حصد أنظار العالم للفعاليات المصاحِبة له من معارض أزياء وأنشطة ثقافية وأخرى ترفيهية و بحضور شخصيات مهمة.
يقام كأس السعودية سنوياً على مدى يومين (24-25 فبراير) في ميدان الملك عبدالعزيز للفروسية، و تأتي وزارة الثقافة بمهمة منوطة بهيئة الأزياء كذلك بتحديد قواعد اللباس للزوّار و التشجيع لتسليط الضوء على الأزياء التقليدية السعودية، و ليس هنالك محفل أكبر من ذلك (عدى المناسبات الوطنية) لإبراز الزي السعودي التقليدي و المصممات خلفه، و الاحتفاء به.
كأس السعودية يحظى بتغطية إعلامية ممتازة جداً سواء كانت جهات حكومية مثل القنوات الرسمية، أو من خلال عدسات الكاميرات لمصوري المناسبات أو حتى عبر حضور شخصيات نشطة على برامج التواصل الاجتماعي، و هذه التغطية تمنح العاملين في قطاع الأزياء من مصممات/ مصوّرين / عارضي أزياء أو حتى منسقات مظهر فرصة قوية للظهور بأعمالهم و حصولها على التغطية الإعلامية المرجوّة.
نقاط مهمة لإبراز التراث السعودي للعالم في هذا المحفل الكبير:
١- فهم أعمق للزي التراثي السعودي
٢- المحافظة على الزي التراثي السعودي لمختلف المناطق
٣- تكريس هذه العادة للرجوع مجدداً وإعادة إحياء تراثنا الغزير متمثلاً بالأزياء
٤- إعطاء الفرص للمواهب الإبداعية لصميم ملابس تراثية بأساليبهم الخاصة
عندما يلتقي العلم و الفن، يظهر لنا تصميم باذخ في الإبداع و الحرفية الصِّرفَة، بقطعة مستلهمة من القط العسيري بألوان مستخدمة في رسمه و تزيينه (الأخضر، الأصفر، الأحمر) ، و زيادةً على ذلك، الأمر المذهل أنه مصَمم بطريقة استغنت فيها المصممة نفسها عن أي مساعدات خارجية مثل الخيط أو حتى الغراء، بل بالزوايا نفسها و قياسها و درجتها
برؤيتها المعاصرة وباهتمامها بالموروث الثقافي السعودي، استقَت المصممة مها مصدر الهامها من صميم بيئتنا، ألا و هو “عذق النخيل” فاعتمدت تصميم مناسب لليوم والآن، و لكل يوم حقيقة، بالتُل المنسدل و القيطان الذهبي اللافت، و تمرات تزيّن جيد حياة الحربي بطريقة تلميح تستدعي النقاش عن ماهية ظهور موروثنا في عصرنا الحالي
“عرضٌ حي” حرفياً ومجازياً! تأتي دار قرمز بعرض حي باستخدام الحمام “الحي” في فستان مستوحى من “أبراج الحمام في الدلم” و اطلاق سراحه في الهواء على السجادة الحمراء، و هو ما أثار انبهار محبي الأزياء و رفع اسم “قرمز” في محركات البحث لعدة أيام
تفرّد تصميم ريم السبهان باللون البني المحمر و استحضار لون جبال “أجا و سلمى” في حائل، و برز أيضاً بلَفّة العقل على اليدين الاثنتين، عقال يمين و عقال يسار، كناية عن ظل المرأة و الرجل، و أهمية وجود التضاريس في البيئة و ربطها بها.
تألّقَت ميلا بتصميم غيد البحيري و المستوحى من نقش “المرزَح” على أعمدة بيوت بعض المدن في منطقة الجنوب تحديداً الباحة. فاللون الأسود أبرز النقوش بطريقة بسيطة و ملفتة جداً.
نجد و تراب نجد، متمثل باللون الترابي بقماش الصوف الناعم برزت فيه نقوش الأبواب النجدية قديماً، منها المثلثات و الخيل العربي الأصيل، و النخيل. مثال للثوب “الكوت” بطابع معاصر و فكرة تراثية.
بريق الكريستال الأخّاذ في هذه القطعة التي تخلب الألباب لا يقل عن بريق نجود الرميحي، من ارتدتها، وبتطريز متقَن مستوحى من النقوش العسيرية. في ريل انستغرام مع منسقة مظهر نجود، العنود السويلم، شرحت أن الفستان يزن أكثر من 10 كيلو.
تصميم مأخوذ من خيرات الأحساء براً و بحراً، و ما اشتهرت به مثل النخيل كفكرة عامة، جذورها راسخة و كناية عن الكرم السعودي، و كذلك االلؤلؤ المستخرج من البحر، فكان التطريز باللؤلؤ على اللون الأبيض مزيج رقيق أبرز القطعة كعمل فني كلاسيكي بحكاية و قصة قديمة. بالمناسبة اسم القطعة “لـــينة” وهو اسم آخر للنخيل مذكور في القرآن الكريم.
ارتدت المصممة الجميلة هنيدة صيرفي من تصميمها و مزجت فيه من نقش الروشن الجدّاوي و قطعة النشل النجدي بطريقة عصرية تعلو قطعة “جمبسوت” أبرزت خصائص المنطقتين بأسلوب محترف في نسج القصص على الأقمشة.
و قصة حب تُروى باللون، و الخامة، و التصميم المذهل. “إعادة إحياء” بـ إعادة تذكير بأحداث حكاية حصلت في قصر الفتاة المعنيّة بالعلا.
نفذت المصممة بشاير تصميمها المستلهم من منطقة القصيم في يومين اثنين، تم التطريز يدوياً أيضاً بأشكال تحاكي الثمار و المحاصيل التي تمتاز بها المنطقة.
سنة عن سنة تتنافس الخيل للفوز بالجائزة، وتحرص المصممات على الفوز بالظهور بتصاميم أفضل من قبل، وبما أن قطاع الأزياء المحلي في تطور متسارع جداً، فسنرى المفاجآت السنة المقبلة و تصاميم أروع تنفيذ و أكمل فكرة.
تراثنا جزء منا عادات كانت أم أزياء، وسبب تنوّعه و تجدّده أنه يستوعب الاستلهام منه و الإضافة إليه دون الإخلال بالصورة الأساسية للزي و كيف كان شكله في وقته
الكاتبة / وضحى العتيبي